رجال صنعوا نصر أكتوبر .. لواء بحرى/ فؤاد أبوذكري قال عنه موشي ديان انه عقرب بحري ماكر !!

نشأته:
ولد اللواء بحري فؤاد أبو ذكري في 17 نوفمبر 1923، في محافظة شمال سيناء بمدينة العريش، وتخرج من الكلية البحرية عام 1946 برتبة ملازم بحري، ونقل إلى مدرسة الأسلحة البحرية عام 1947.

حياته المهنية:
تدرج في العديد من المناصب؛ عُين كقائد للفرقاطة العريش، والفرقاطة الطور، ثم عُين قائد لمجموعة الكاسحات. تولى قيادة قاعدة الإسكندرية، ثم قائد ثاني للأسطول في منتصف الخمسينيات، وبعد عدوان 1956 تم تكليفه بتطهير قناة السويس، ثم عُين قائد للواء المدمرات في الفترة من 1959 حتى 1963، و في بداية الستينيات؛ شارك في حرب اليمن، ثم تولى رئيس العمليات البحرية في الفترة من 1963 إلى 1967، وبعد أسبوعين هزيمة 1967 عُين قائدًا للقوات البحرية، وبعد نصر أكتوبر عام 1973 حرص على ترك منصبه طالبًا ذلك رسميًا، حيث تم تعينه مستشارًا بدرجة وزير.

دوره قبل حرب أكتوبر 1973:
لعب الفريق «أبوذكري» دورًا رئيسًيا قبل حرب أكتوبر تجلى في عام 1967 حيث تولي مسئولية رجوع القوات المصرية من اليمن إلى ميناء الغصون جنوب برنيس، التي اتجهت بعدها إلى الجبهة في سيناء، واستطاع توفير الحماية الذاتية للقطع البحرية التي تم احتجازها في البحر الأحمر بعيدًا عن نقاط تمركزها في القاعدة الإسكندرية التي كانت مهددة بتدمير من سلاح الدفاع الجوي الإسرائيلي في عام 1967.

استطاع التصدي للعديد من التحديات قبل حرب أكتوبر خاصة بعد 1967؛ تجسدت في إعادة هيكلة القوات البحرية، وصيانة القطع البحرية التي كلفت بإغلاق مضيق تيران في أواخر مايو 1967، كما عمل على إعادة بناء مقدراتها البشرية وتزويدهم بأفضل الأسلحة والعتاد فضلاً عن تلقيهم التدريبات مكثفة، لاستيعاب الأنظمة الجديدة من نظم التسليح التي تم الحصول عليها من الاتحاد السوفيتي، وقد اشتملت على زوارق ولنشات طوربيدات وصواريخ ساحلية وكاسحات ألغام.

وفي هذا السياق مثلت أبرز هذه التحديات كيفية الموازنة بين إعادة البناء والتخطيط للعمليات التعويضية ضد القوات البحرية والبرية الإسرائيلية المتمركزة على الساحل شمال سيناء، كانت أهم تلك العمليات إغراق المدمرة «إيلات» في أكتوبر 1967، حيث برهنت هذه العملية على مدى كفاءة العسكرية المصرية وقدرتها على تحدي العدو رغم ما عانته من هزيمة، الأمر الذي انعكس بشكل إيجابي على موقف مصر في النظام الدولي حيث طالبت «مجلس الأمن» بعقد جلسة في 7 نوفمبر 1967 وتم بموجبها إصدار القرار رقم (242) في 22 من نفس الشهر الذي أكد على أنه لا يجوز اكتساب الأراضي بالحرب كما يؤكد الحاجة إلى العمل من أجل السلام دائم وعادل يسمح لدول المنطقة بالعيش بأمان، علاوة على إغراق الغواصة الإسرائيلية «داكار» أمام الإسكندرية في مارس 1969 بواسطة كاسحة الألغام أسيوط.

وعلى الرغم من الإنجاز الذي حققه إلا أنه تم نقله من البحرية إلي وزارة النقل البحري إثر حادث الزعفرانة كنائب وزير حتى عام 1972 حيث أعاده الرئيس السادات قائدًا للقوات البحرية وتم ترقيته إلى رتبة فريق فخري في أول يناير 1972 ليقود القوات البحرية في حرب أكتوبر.

قيادته للبحرية في حرب أكتوبر 1973:
وضعت القيادة البحرية استراتيجية لحرب أكتوبر تعتمد على عدد من المبادئ التي تجسدت أبرزها في السرية التامة مع الخداع والأخذ بمبدأ المبادأة والاعتماد على عنصر المفأجاة مع التركيز على توسيع نطاق العمليات أثناء المواجهة معتمدًا على العمق العربي الاستراتيجي لتشتيت جهود العدو.

عملت القوات البحرية بقيادة «أبوذكري» على حصار العدو بحرًا، ومعاونة القوات البرية التي تقاتل على السواحل، كما نفذت المعاونة بالإبرار البحري لعناصر القوات الخاصة على الساحل الشمالي لسيناء، بالإضافة إلى

استخدام الألغام في إعاقة الملاحة في المضايق وبمداخل الموانئ الإسرائيلية، حيث تعذر على إسرائيل إزالتها لافتقارها إلى كاسحات ألغام، كما لعبت الضفادع البشرية دورًا حاسمًا في الحرب ما تجسد في تدمير حفارًا للعدو في منطقة بلاعيم، فضلاً عن قصف شاحنات البترول الخاصة بالعدو في منطقة رأس سدر على خليج السويس بالصواريخ.

فضلاً عن القيام بعدد من الإغارات النارية على الموانئ والأهداف الساحلية للعدو باستخدام الصواريخ والمدفعية، وساهمت القوات البحرية بكفاءة وفاعلية في تأمين النطاق التعبوي للقواعد البحرية في البحر الأحمر والمتوسط الأمر الذي انعكس بشكل سلبي على العدو حيث تم إحباط جميع محاولاته الرامية للتدخل ضد القوات البحرية المتمركزة على المناطق الساحلية.

كان الهدف الأول من هذه الاستراتيجية تشديد حصار كامل على الاقتصاد الإسرائيلي ومجهوده الحربي، بالسيطرة على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر عند مضيق «باب المندب»، ومناطق غرب البحر المتوسط حيث قطع خطوط مواصلاته البحرية وإغلاق المعابر الدولية لمنع أي مرور أي سفن صديقة له بالمرور.

والجدير بالذكر، أن القوات البحرية اتبعت استراتيجية في غاية السرية في إغلاق مضيق «باب المندب» لخداع العدو، من خلال نشر خبر عن توجه 3 قطع بحرية مصرية هي (الفاتح، والظافر، والفرقاطة رشيد) إلى باكستان لإجراء عمرات وأعمال صيانة، وبالفعل تحركت هذه القطع وكان ميناء عدن أول وجهتها استقرت فيه أسبوع ثم توجهت إلى أحد الموانئ الصومالية وأمضت فيه أسبوعًا أخر في إطار زيارة رسمية، ثم عادت إلى ميناء عدن وهناك وصلتها مظاريف مغلقة وأوامر بعدم فتحها إلا بعد تلقي إشارة التحرك، وفي مساء 5 أكتوبر 1973 جاءتهم الإشارة وعلموا بأنها الحرب ولابد عليهم بالتوجه في سرية تامة إلى مضيق باب المندب لمتابعة حركة مرور السفن في البحر الأحمر وتفتيش السفن المشتبه فيها بالتوجه نحو العدو و من ثم حرمان إسرائيل من جميع إمداداتها عن طريق البحر الأحمر.

ساهم الفريق «أبوذكري» في قيادة أول معركة تصادمية بالصواريخ خلال حرب أكتوبر بعد إغلاق مضيق «باب المندب» وفرض حصار كامل على البحر الأحمر، فضلًا عن قيامها بقطع خطوط المواصلات البحرية للعدو حتى انخفضت عدد السفن التي تدخل موانئ إسرائيل عبر البحر المتوسط إلى 23 سفينة.

استطاعت القوات البحرية المصرية بقيادة الفريق «أبوذكري» السيطرة على مسرح العمليات البحري بامتداد 1600 كيلومتر على السواحل المصرية و400 كم على سواحل فلسطين المحتلة وسيناء، لذا تعد القوات البحرية المصرية من أكبر الأساطيل العسكرية التي خاضت حروب شرسة ضد القوات البحرية الإسرائيلية.

الأوسمة والجوائز:
حصل الفريق «أبوذكري» على العديد من الأوسمة والجوائز أبرزها، «وسام نجمة الشرف العسكرية»، كما كرم داخل مصر وخارجها ونال حوالي 27 ميدالية منها ميداليات من اليونان والمغرب وكمبوديا وسوريا ويوغوسلافيا وفرنسا وليبيا والمملكة العربية السعودية.

مؤلفاته
قام الفريق «أبوذكري»بتأليف كتابه تحت عنوان «البحرية المصرية الطريق إلى أكتوبر».

وفاته
توفى الفريق «أبوذكري» في مطلع عام 1983، في إحدى مستشفيات العاصمة البريطانية «لندن» نتيجة إصابته بالمرض الخبيث.

قالت عنه جولدا مائير إنه ثعلب خبيث .. وقال عنه موشي ديان أنه عقرب بحري ماكر .. في أواخر أيامه سافر لندن للعلاج وهناك قال له الطبيب أنه المرض الخبيث وخرج الطبيب .. فقالت له زوجته : أنت دلوقتي لوحدك عاوز تبكي أو تصرخ براحتك .. أبتسم لها البطل وقال : أنا مؤمن .. أموت دلوقتي أو بعدين مش مهم .. أنا أديت واجبي وحاربت وانتصرت .. وبعدها بأيام توفي البطل فؤاد ذكري ..
 ناس كتير اوى ماتعرفش البطل ده .. لذا وجب التنويه والإشارة إليه .. فؤاد ذكري .. ربنا يرحمه ويرحمنا برحمته الواسعة...






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة