تفاصيل العدوان الثلاثي على سوريا ,, بقلم - ا محمد حافظ

على مدار 90 دقيقة وفى تمام الساعة الثالثة فجرا، أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أن بلاده تنفذ عملية عسكرية بالمشاركة مع بريطانيا وفرنسا، على أهداف تابعة للحكومة السورية ردا على مزاعم - نفتها السلطات السورية - استخدام الأسلحة الكيماوية فى مدينة دوما بغوطة دمشق الأسبوع الماضى.
.
وأثناء كلمة ترامب التى ألقاها فجرا من البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن، بدأ يٌسمع دوى الانفجارات فى العاصمة السورية دمشق، وعلى الفور أعلن التليفزيون السورى أن "هناك عدوان أمريكى بريطانى فرنسى" ينفذ على سوريا
.
وكشفت وسائل إعلام سورية عن المواقع التى تم استهدافها فى الضربات العسكرية وهى: "الحرس الجمهورى لواء 105- مواقع عسكرية فى جبل قاسيون - مطار المزة العسكرى - جزء من مطار الضمير العسكرى - مركز البحوث العلمية فى منطقة برزة وكذلك فرع المركز فى منطقة جمرايا - اللواء 41 قوات خاصة". وقال صحفيون موالون للنظام السوري: إن بعض الضربات استهدفت مواقع لميليشيات حزب الله في سوريا
.
شارك فى العملية العسكرية على الأهداف السورية مقاتلات حربية ومدمرات بحرية أمريكية وفرنسية وبريطانية، وقد استهدفت تلك الضربات العسكرية مركز البحوث العلمية فى منطقة برزة التابعة للعاصمة دمشق ، واستخدمت اولايات المتحدة قاذفات B2 Bombers القادرة على التخفى راداريا فى قصف مواقع استراتيجية تابعة للحكومة السورية فى دمشق ، كما تم إطلاق ما بين 100 إلى 120 صاروخا من طراز توما هوك كروز على مواقع عسكرية سورية ، كما شاركت سفينة حربية أمريكية في البحر الأحمر في الهجوم ... أما بريطانيا فقد أعلنت أنها استخدمت صواريخ "ستورم شادو جي آر 4" فى قصف مجمع عسكري عبارة عن قاعدة صواريخ قديمة على بعد 24 كلم غرب مدينة حمص الواقعة شمال العاصمة دمشق بـ 162 كليومتر، موضحة أن 4 طائرات من نوع "تورنيدو" البريطانية شاركت فى القصف ، بينما شارك عدد من طائرات الرافال والميراج الفرنسية فى قصف دمشق ، ولم يتضح ما إذا كانت هذه الطائرات أقلعت من حاملة للطائرات أو من قاعدة عسكرية على الأرض ، كما لم يحدد قصر الإليزيه المكان الذي أقلعت منه الطائرات ولم يذكر تفاصيل أخرى
.
وقد أعلن التلفزيون السورى أن الدفاعات الجوية التابعة للجيش السورى تمكنت من إسقاط 13 صاروخا، قبل وصولها لأهدف عسكرية فى العاصمة دمشق، ‎ونفى مراسل التلفزيون السورى، أن يكون القصف الأمريكى الفرنسى البريطانى قد استهدف مطار دمشق الدولي ، مؤكدا أن الأجواء طبيعية تماما في العاصمة دمشق، وقد نشرت الرئاسة السورية فيديو للأسد لدى وصوله لممارسة مهام عمله بشكل طبيعي .
و مسؤول إقليمي داعم للأسد يصرح : تلقينا إنذارا روسيا مبكرا بالضربة ومنذ أيام تم إخلاء كل الأماكن العسكرية المستهدفة
.
وبعد مرور الـ 90 دقيقة خرج وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس، بصحبة رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد، ليعلنان انتهاء الضربة العسكرية المشتركة، مع الإشارة إلى عودتها حال "استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل القوات السورية" مضيفا بأن القصف استهدف القضاء على قدرات الحكومة السورية الكيميائية، ومؤكدا أن العملية اكتملت بتدمير الأهداف المُحددة، ولا توجد خطط لدى الولايات المتحدة لشن هجمات إضافية في الوقت الحالي على سوريا، إلا في حالة عودة الأسد لإستخدام السلاح الكيميائي، وذلك على حد تعبيره.
.
الجانب الأمريكي أكد أن الضربات تم تنفيذها بعيداً عن أي مواقع عسكرية روسية، ومن جانبها أكدت وزارة الدفاع الروسية أن صواريخ التحالف الغربي لم تدخل نهائيا في نطاقات الدفاعات الجوية الروسية في طرطوس وحميميم، وكذلك أكد أليكسندر إيفانوف ممثل قاعدة حميميم الروسية فى سوريا، أن القوات القوات الأمريكية أخطرت الجانب الروسى حول الأهداف المحتملة للقصف المرتقب على سوريا، مؤكدًا أنه تم على الفور تحييد المعدات العسكرية والشخصيات الهامة بعيداً عن الخطر.
.
كما هو مُتوقّع، فإن الضربة كانت محدودة وهدفها تقويض القدرة الكيميائية والصاروخية للجيش السوري، وهي مشابهة إلى حد كبير للهجوم الصاروخي على مطار الشعيرات العسكري في السابع من إبريل العام الماضي 2017، التي كانت تُعتبر إستعراضا للقوة وشو إعلامي أكثر منها ضربة مؤثرة بشكل حقيقي على الأرض، وخاصة في ظل تأكيد الروس على إخطارهم بالأهداف المحتملة، وأيضا إخلاء الجيش السوري للقواعد الجوية والمناطق العسكرية المُتوقع قصفها.
.
من المُستبعد حدوث أي تصعيد يُمكن أن يتسبب في وقوع إشتباك بين القوات الروسية وقوات التحالف الغربي في سوريا، سيؤدي بدوره إلى إشعال فتيل حرب عالمية ثالثة.
ولله الأمر من قبل ومن بعد
حماة الديار عليكم سلام .. أبت ان تذل النفوس الكرام
#هنا_دمشق_من_القاهرة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة